سورة الصافات - تفسير تفسير البغوي

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
تفسير السورة  
الصفحة الرئيسية > القرآن الكريم > تفسير السورة   (الصافات)


        


{إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ أَلا تَتَّقُونَ أَتَدْعُونَ} أتعبدون {بَعْلا} وهو اسم صنم لهم كانوا يعبدونه، ولذلك سميت مدينتهم بعلبك، قال مجاهد وعكرمة وقتادة: البعل: الرب بلغة أهل اليمن.
{وَتَذَرُونَ أَحْسَنَ الْخَالِقِينَ} فلا تبعدونه.
{اللَّهَ رَبَّكُمْ وَرَبَّ آبَائِكُمُ الأوَّلِينَ} قرأ حمزة، والكسائي، وحفص، ويعقوب: {الله ربكم ورب} بنصب الهاء والباءين على البدل، وقرأ الآخرون برفعهن على الاستئناف.
{فَكَذَّبُوهُ فَإِنَّهُمْ لَمُحْضَرُونَ} في النار.
{إِلا عِبَادَ اللَّهِ الْمُخْلَصِينَ} من قومه فإنهم نجوا من العذاب.


{وَتَرَكْنَا عَلَيْهِ فِي الآخِرِينَ سَلامٌ عَلَى إِلْ يَاسِينَ} قرأ نافع وابن عامر: {آل ياسين} بفتح الهمزة مشبعة، وكسر اللام مقطوعة، لأنها في المصحف مفصولة، وقرأ الآخرون بكسر الهمزة وسكون اللام موصولة فمن قرأ {آل يس} مقطوعة، قيل: أراد آل محمد صلى الله عليه وسلم. وهذا القول بعيد لأنه لم يسبق له ذكر. وقيل: أراد آل إلياس.
والقراءة المعروفة بالوصل، واختلفوا فيه، فقد قيل: إلياسين لغة في إلياس، مثل: إسماعيل وإسماعين، وميكائيل وميكائين.
وقال الفراء: هو جمع أراد إلياس وأتباعه من المؤمنين، فيكون بمنزلة الأشعرين والأعجمين بالتخفيف، وفي حرف عبد الله بن مسعود: سلام على إدراسين يعني: إدريس وأتباعه، لأنه يقرأ: وإن إدريس لمن المرسلين.
{إِنَّا كَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُؤْمِنِينَ وَإِنَّ لُوطًا لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ إِذْ نَجَّيْنَاهُ وَأَهْلَهُ أَجْمَعِينَ إِلا عَجُوزًا فِي الْغَابِرِينَ} أي: الباقين في العذاب.
{ثُمَّ دَمَّرْنَا الآخَرِينَ} والتدمير: الإهلاك.
{وَإِنَّكُمْ لَتَمُرُّونَ عَلَيْهِمْ} على آثارهم ومنازلهم، {مُصْبِحِينَ} وقت الصباح.
{وَبِاللَّيْلِ} يريد: تمرون بالنهار وبالليل عليهم إذا ذهبتم إلى أسفاركم ورجعتم، {أَفَلا تَعْقِلُونَ} فتعتبرون بهم.
قوله تعالى: {وَإِنَّ يُونُسَ لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ} من جملة رسل الله.


{إِذْ أَبَقَ إِلَى الْفُلْكِ الْمَشْحُونِ} يعني: هرب.
قال ابن عباس رضي الله عنهما، ووهب: كان يونس وعد قومه العذاب، فلما تأخر عنهم العذاب خرج كالمشور منهم، فقصد البحر فركب السفينة، فاحتبست السفينة فقال الملاحون: هاهنا عبد آبق من سيده، فاقترعوا فوقعت القرعة على يونس، فاقترعوا ثلاثًا فوقعت على يونس، فقال يونس: أنا الآبق، وزج نفسه في الماء.
وروي في القصة: أنه لما وصل إلى البحر كانت معه امرأته وابنان له، فجاء مركب فأراد أن يركب معهم فقدم امرأته ليركب بعدها، فحال الموج بينه وبين المركب ومر المركب، ثم جاءت موجة أخرى وأخذت ابنه الأكبر وجاء ذئب فأخذ الابن الأصغر، فبقي فريدًا، فجاء مركب آخر فركبه فقعد ناحية من القوم، فلما مرت السفينة في البحر ركدت، فاقترعوا، وقد ذكرنا القصة في سورة يونس.
فذلك قوله عز وجل: {فَسَاهَمَ} فقارع، والمساهمة: إلقاء السهام على جهة القرعة، {فَكَانَ مِنَ الْمُدْحَضِينَ} المقروعين.
{فَالْتَقَمَهُ الْحُوتُ} ابتلعه، {وَهُوَ مُلِيمٌ} آت بما يلام عليه.
{فَلَوْلا أَنَّهُ كَانَ مِنَ الْمُسَبِّحِينَ} من الذاكرين لله قبل ذلك، وكان كثير الذكر، وقال ابن عباس: من المصلين. وقال وهب: من العابدين. وقال الحسن: ما كانت له صلاة في بطن الحوت ولكنه قدم عملا صالحًا. وقال الضحاك: شكر الله تعالى له طاعته القديمة.
وقيل: {فلولا أنه كان من المسبحين} في بطن الحوت. قال سعيد بن جبير: يعني قوله: {لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين} [الأنبياء- 87].
{لَلَبِثَ فِي بَطْنِهِ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ} لصار بطن الحوت له قبرًا إلى يوم القيامة.
{فَنَبَذْنَاهُ} طرحناه، {بِالْعَرَاءِ} يعني: على وجه الأرض، قال السدي: بالساحل، والعراء: الأرض الخالية عن الشجر والنبات {وَهُوَ سَقِيمٌ} عليل كالفرخ الممعط. وقيل: كان قد بلى لحمه ورق عظمه ولم يبق له قوة.
واختلفوا في مدة لبثه في بطن الحوت، فقال مقاتل بن حيان: ثلاثة أيام. وقال عطاء: سبعة أيام. وقال الضحاك: عشرين يومًا. وقال السدي والكلبي ومقاتل بن سليمان: أربعين يومًا. وقال الشعبي: التقمه ضحى ولفظه عشية.

2 | 3 | 4 | 5 | 6 | 7 | 8 | 9